أقرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن المسؤولين السياسيين "قللوا من أهمية" حجم الخطر الذي يشكله وباء كورونا المستجد وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة بيلد الألمانية الأربعاء.

وقالت فون دير لايين للصحيفة "أعتقد أننا جميعا، ونحن لسنا خبراء، قللنا من أهمية فيروس كورونا المستجد في البداية".

وأضافت "لكن مع الوقت تبين أنه فيروس سيشغلنا لفترة طويلة".

وتابعت "لقد أدركنا أن كل هذه الإجراءات التي كانت تبدو قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع جذرية وقاسية، كان يجب أن تتخذ" مذكرة بأن أوروبا "تعتبر في الوقت الراهن بؤرة الأزمة".

لكنها رفضت تعبير "حرب" ضد الفيروس الذي استخدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع.

وقالت "شخصيا لا استخدم تعبير حرب لكنني أتفهم دافع الرئيس الفرنسي لأن فيروس كورونا المستجد خصم يثير القلق".

والثلاثاء، أقر قادة دول الاتحاد الأوروبي حظر السفر إلى دوله لمدة 30 يوما، مع بعض الاستثناءات.
وقال رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، في بيان، إن قادة دول الاتحاد اتخذوا قرار بـ" حظر دخول الأفراد المنتمين إلى دول من خارج التكتل لـ30 يوما، للحد من انتشار فيروس كورونا".
وأضاف أن الدول اتخذت العديد من التدابير "للحد من الحركة والسفر، ولتقليل الضغط على الأنظمة الصحية".
وأوح أن "الصحة ستكون فوق كافة الاعتبارات خلال الأيام المقبلة".
وتشمل الاستثناءات السماح بدخول المواطنين الأوروبيين وعائلاتهم، والمقيمين لمدة طويلة (داخل دول الاتحاد)، والبريطانيين والدبلوماسيين والطواقم الطبية والباحثين.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إريك مامر، إن الدول الأعضاء "مجبرة على الإيفاء بمسؤولياتها بموجب القوانين الدولية".
وحتى مساء الثلاثاء، أصاب فيروس كورونا أكثر من 197 ألفا في 163 دولة وإقليما، توفي منهم أكثر 7900، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأجبر انتشار كورونا على نطاق عالمي دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.ال

يذكر أن دول عديدة في مقدمتها إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة وبريطانيا أصبحت بؤرة لتفشي الفيروس المستجد بسبب عدم أخذ احتياطات استباقية منذ ظهور الوباء، حيث ركز السياسيون على الجانب الاقتصادي للأزمة في وقت وصل فيه عدد الوفيات بسبب الوباء إلى المئات والإصابات بالآلاف.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد واجه انتقادات حادة بسبب تعامله مع الوباء بحيث امتنع في الأول عن فرض اجراءات صارمة على غرار الدول الأخرى لمواجهة انتشار كوفيد-19.

ودعا جونسون في تصريحات سابقة الناس إلى "وداع أحبائهم" قبل فقدانهم بسبب الفيروس.

وتحدث المستشار العلمي للحكومة البريطانية عن مناعة القطيع، التي تقضي بأن يصاب بالمرض 60 بالمئة من الشعب البريطاني وهي خطوة أثارت غضب المواطنين.

وتفيد "مناعة القطيع" بأن أي مرض جديد لا يوجد له علاج بعد يمكن اللجوء إلى تطوير عدد كافٍ من الأشخاص الذين لديهم مناعة كافية وابعادهم عن المصابين، ليتوقف المرض عن الانتشار وانقاذ ما يمكن إنقاذهم بأخف الأضرار.

لكن هذه التصريحات قوبلت بانتقادات حادة، حيث شككت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في جدوى هذه الإستراتيجية لمواجهة كورونا، والقائمة على التضحية بمن ليس لديه مناعة على حساب الأصحاء.

وفي إيطاليا، الدولة الأكثر تضررا من تفشي فيروس كورونا خارج الصين، واصلت عدد حالات الإصابة والوفيات الناجمة عنه ارتفاعها الثلاثاء.

ووفقا لما أعلنته هيئة الدفاع المدني في روما الثلاثاء أن عدد حالات الإصابة ارتفع من نحو 28 ألف إلى 31500 حالة بارتفاع بنسبة نحو 12.6 بالمئة في غضون يوم واحد.

كما ارتفع عدد الوفيات جراء الإصابة بالعدوى إلى 2503 شخص بارتفاع مقداره 345 حالة وفاة مقارنة بالاثنين.

وفي فرنسا، إحدى أكثر البلدان الأوروبية تأثراً بالفيروس، أجبر كورونا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إعلان "حالة الحرب" ضد الفيروس واتخاذ تدابير عاجلة أدخلت البلاد في حجر صحي شامل وحظر التجوال، في محاولة حثيثة لمنع إصابات جديدة بالفيروس

وطالب ماكرون من المواطنين، في كلمة متلفزة، بالجلوس في المنازل خلال الـ15 المقبلة، للتمكن من القضاء على الفيروس..

وقال مساء الاثنين "نحن في حالة حرب، ليس ضد جنود أو جيوش، وإنما ضد عدو غير مرئي ويتنامى بشكل سريع".

وقالت السلطات إنها ستفرض غرامة قدرها 38 يورو للمخالف للإجراءات في المرة الأولى و135 يورو للمخالفات التالية.

أما في الولايات المتحدة فقد كان قرار منع السفر إلى الدول الأوروبية المفاجئ الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب الخميس الماضي متأخر نسبيا بعد أن ارتفع عدد الإصابات في البلاد إلى مستوى مقلق.

ورغم أن ترامب قال إن الولايات المتحدة قادرة على مواجهة فيروس كورونا، إلا أن عدد المصابين في الولايات الخمسين تجاوز 6400 حالة، ما أجبر ملايين الأميركيين للبقاء في منازلهم.

وقالت مدينة نيويورك إنها قد تطلب من سكانها البالغ عددهم 8.5 مليون شخص البقاء في المنزل في الوقت الذي تعزز فيه المدن الأميركية سياسات العزل الاجتماعي بإغلاق المدارس والحانات والمطاعم والمسارح لاحتواء التفشي.


C E


0
12686   
13:06:25 2020-03-18

التعليقات

حالة الطقس
booked.net

محليات

تحقيقات

الصحة والجمال