كانت ولاتزال دمشق هاجس وعشق الفنان الفوتوغرافي أنطون مزاوي الذي التقط بعدسته تفاصيلها الجميلة ليقدم لعشاق هذه المدينة الأصيلة مشروع توثيقي عمل عليه ما يقارب 12 عاماً.

المشروع الذي حمل عنوان “الرموز البصرية في أبواب الدور الدمشقية” وثقها مزاوي من خلال التصوير ثم أرشفة وتحليل الرموز والدلالات ليطلع الجمهور عليها عبره معرض فوتوغرافي استضافته صالة مشوار في دمشق ضم ما يقارب 25 نموذجاً من الأبواب الدمشقية شاركته في إخراجه الفنانة تامار شاهينيان التي أضافت لمسات يدوية على اللوحات.

وبيّن مزاوي في تصريح لسانا أنه خلال سنين حياته تجول ضمن الحارات الدمشقية وتلمس حجارتها وعايش الكثير من تراثها كما عاين كيف بنى الدمشقيون مدينتهم وصاغوا حياة ملؤها الثقافة والإبداع والتميز موضحاً أن الغاية الأولى من المشروع توثيق جزء من التراث اللامادي للفيحاء والذي يعكس بعضاً من تاريخها وأساطيرها وعلومها تجلى على أجزاء بسيطة من أبواب دورها وخاناتها وبيمارستاناتها بأسلوب فريد.

وشغلت طارقات الأبواب جوهر صور معرض مزاوي الذي ذكر أنه قدم ما يفوق 25 نموذجاً من هذه الأبواب وطارقاتها مؤكداً تنوع شكل البناء في دمشق حسب وفرة المواد وهي تبين إبداع المعمار السوري في عمارة الطين والخشب وصولاً إلى شكل العمارة حيث أبدع في ترميز وتسجيل الرسوم والنقوش داخل وخارج البيوت.

وفي شرح طارقات الأبواب الدمشقية بين مزاوي أن أغلبيتها تمثل شكل اليد وتعود للقرن الثاني الميلادي وتنتمي لعبادة “جوبيتر” وهي تمثل يد الإله أما قاعدة الطارقة فهي عبارة عن دائرة تمثل الشمس ويمكن أن تنسب بسهولة إلى عبادة الإله زيوس إله الشمس كما تحمل الطارقة في أعلاها رمزاً آخر وهو ورقة التين الذي يحمل العديد من التفاسير حيث كان هو الشجرة المقدسة في القرون الأولى.

ومن بين الصور نجد طارقة مركبة على باب دار في منطقة طالع الفضة حيث أوضح مزاوي أن أول رموزها يتمثل بحمامة السلام وفي منقارها غصن الزيتون وهي كاملة وواضحة المعالم ومحاطة بعدد من الزخارف النباتية من ورق اللبلاب الذي يرمز للوفاء وفي أعلاها رمز مهم وهو نصف كرة حفر فيها تمثل القمر.

يذكر أن الفنان الفوتوغرافي أنطون مزاوي من مواليد دمشق 1964 خريج كلية الحقوق 1987 وهو عضو نادي فن التصوير الفوتوغرافي السوري منذ عام 1993 وعضو الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي منذ عام 2000 وشارك في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والعالمية كما أنه باحث مهتم بشؤون الصورة وآفاقها.

سانا
رشا محفوض
تصوير: جنان بدران




C E


0
10511   
13:31:40 2019-12-03

التعليقات

حالة الطقس
booked.net

محليات

تحقيقات

الصحة والجمال